top of page

نظام التأثيرات

almokdadsafaa

تم تصميم الرسم البياني لتصوير السياق الذي نعمل فيه في حياتنا الشخصية والمهنية. إنه بمثابة إطار منظم للنظر في مختلف الضغوطات والدعم الذي يؤثر علينا، مع الاعتراف بأن هذه العوامل يمكن أن تختلف بشكل كبير من شخص لآخر.

في قلب الرسم البياني يوجد الفرد الذي يمثل كل واحد منا. تحيط بالفرد طبقات تمثل جوانب مختلفة من بيئته، الجسدية والنفسية. يشير ترتيب هذه الطبقات إلى قربها من الفرد، حيث يكون تأثير تلك الطبقات الأقرب أكثر أهمية، على الرغم من أن هذا يمكن أن يختلف باختلاف الظروف الفردية.

تحتوي كل طبقة على عوامل قد تؤثر على كيفية تأثير العمل مع المواد المؤلمة على الفرد، إما بشكل إيجابي أو سلبي أو إلى الحد الأدنى. يمكن لهذه العوامل أن توفر الدعم أو تساهم في التوتر اعتمادًا على تجارب الفرد داخل كل طبقة.

علاوة على ذلك، فإن الضغوطات والدعامات داخل كل طبقة ليست ثابتة؛ فهي تتطور وتختلف تبعًا لما يحدث في حياتنا.

تختلف بعض الثقافات من حيث أنها تعمل بعقلية البقاء الجماعي. ونتيجة لذلك تظهر أفكار وأفعال مختلفة. إنهم يعطون الأولوية للمجموعة، سواء كانت عائلة أو قبيلة. ويتجلى ذلك خلال الأزمات والحروب عندما يضحي الأفراد بأنفسهم من أجل سلامة أقاربهم المهددين أو عائلات إخوتهم. إنها مشاعر نبيلة تتحدى الوصف.

ولكن ماذا لو كانت السلطة المجتمعية أقوى وأكثر هيمنة، وتتطلب طاعة صارمة من الجميع؟ قد يؤدي عدم الامتثال إلى فقدان الوضع الاجتماعي.

في مثل هذه الحالات، تملي السلطة الاجتماعية أو العادات سلوك الجميع، وتحل محل جميع العلاقات الشخصية، بما في ذلك الاحتياجات الفردية. نلاحظ مجموعات معينة تلتزم بقواعد صارمة؛ يعلمون الأطفال أنه يجب اتباع القوانين الاجتماعية، وأي معارضة أو محاولة لتأكيد الأهمية الفردية تؤدي إلى الاستبعاد السريع والنبذ من المجموعة.

وعلى نحو مماثل، تعمل بعض الأسر، وخاصة الكبيرة منها، على تعزيز عقلية البقاء الجماعي الخطيرة، وخاصة بين الأطفال الذين يتشربون هذه القيم، والتي تثبت فيما بعد أنها تضر بحياتهم.

عندما ينضج هؤلاء الأفراد ويبدأون في التفكير في احتياجاتهم الشخصية، قد يجدون أنفسهم منفصلين عن هويتهم الخاصة، ويهملون الموارد التي يمكن أن تعزز حياتهم. ويظل تركيزهم على الآخرين، مما يجعلهم عرضة للاستغلال.

ويستمر هذا الشعور بالغربة حتى يتلقوا المساعدة اللازمة. لقد قابلت العديد من الأفراد الذين يعانون بسبب هذه العقلية المتأصلة، وشاهدت الألم العميق الذي يعانون منه عندما يفكرون في احتياجاتهم الخاصة. إنهم يتصارعون مع الندم واستنكار الذات، حيث يقتصر وعيهم على معلومات محددة، مما يخلق وجودًا جهنميًا.

بالنسبة لهم، قول "لا" هو من المحرمات؛ فهم يفتقرون إلى الخصوصية والوعي الذاتي، ولا يدركون نقاط قوتهم أو كيفية الاستفادة منها لتحسين حياتهم. إنهم يتفوقون في رعاية الآخرين ولكنهم يكافحون من أجل إعطاء الأولوية لأنفسهم وجعل حياتهم أسهل وأفضل وأكثر أهمية.


صفاء المقداد

٣ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


هاتف:
+447788 498865
البريد الإلكتروني: alsafaa.uk@gmail.com

أرسل لنا رسالة 
وسنستجيب بأسرع وقت ممكن

شكراً لرسالتك !

  • Facebook
  • Instagram
  • Whatsapp
العودة إلى الأعلى
bottom of page